الفرق الأول: من جهة نفس الدعاء والإهداء، ففيهما من هذه الجهة فروق:
أولاً: في الكيفية، فالدعاء يكون بالقول، وأما الإهداء فإنه يكون فعلاً.
ثانياً: أن الإهداء فيه خلاف في مشروعيته، أما الدعاء فإنه ثابت بنص القرآن في قوله تعالى: (( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ))[الحشر:10].
ثالثاً: أن الإهداء أن يتصدق الحي بثواب العمل وبأجر العمل، أما الدعاء فإنه يكون بذات العمل، فالدعاء ينفع بذاته إذا استكمل شروطه هو وآدابه.
فمن جهة الانتفاع يكون الانتفاع بالدعاء نفسه، حيث يدعو العبد لأخيه فينفعه الله تبارك وتعالى بذلك الدعاء، كما تقدم في الشفاعة من المصلين على الجنازة، فكل من يدعو لغيره من المسلمين ويتقبل الله تعالى دعاءه ينتفع المدعو له بدعائه، أما القربات في حالة الإهداء فالانتفاع إنما يكون بأثرها، وهو الأجر والثواب.